بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تتجنب الفشل عند بدء مشروعك الصغير؟؟
هل حاولت أن تتجنب الفشل عند بدء تفكيرك في تنفيذ مشروع صغير خاص بك؟
هل جربت ذات مرة أن تبحث عن استراتيجية تنظم لك القيام بهذا المشروع الصغير.
إن عدد المشروعات الصغيرة الجديدة التي تقام كل عام تقدر
بمليون ومئتي ألف مشروع تقريباً،
ولكن نصف هذه المشروعات تفشل في الاستمرار....
كيف يمكنك بدء مشروع صغير؟
وكيف يمكنك تجنب المخاطر التي يتعرض لها، وما هي أسباب نجاحها؟
أسس النجاح
أن نجاح المشروع صغير يعتمد على مدى مرونة
وإصرار صاحبه على النجاح، والوقت الكافي الذي يعطيه للتخطيط، وجمع المعلومات،
وتحقيق التوازن بين الحماس ومواجهة أوجه القصور في المشروع.
ومن الضروري، أن تقضي مدة تتراوح ما بين ستة أشهر وعام،
قبل الإقدام على مشروع الجديد، بما يتيح لك وقتاً كافياً، لتعديل أفكارك المبدئية،
واكتساب مهارات، ومعلومات ضرورية تضمن لك النجاح،
كما أن العمل لدى جهة تعمل بنفس مجال مشروع الجديد تتيح لك الاطلاع على أسرار المهنة،
وأهم شيء هنا هو أن يتماشى المشروع الجديد مع أهدافك الأخرى في الحياة،
وأن توازن بين أهدافك الشخصية، والعملية وإلا لن تحقق أيّا منها.
متى تفكر في بدء مشروع صغير؟
إن المميزات التي تجعلك ناجحاً في عملك في منظمة قائمة
ليست بالضرورة كافية لنجاح مشروعك الصغير، فالوضع شديد الاختلاف في الحالتين،
فبإدارة المشروع الصغير تختلف تماماً عن العمل المشترك لأنك في المشروع الصغير
تقوم بعمل كل شيء تقريباً من تمويل وتسويق وإدارة وعلاقات عامة.
وأنت لا تحتاج لأن تكون عبقرياً لتقيم مشروعاً مربحاً،
ولكنك تحتاج إلى التعقل والحكمة ودراسة أوجه القصور عندك.
الخرافات الست
ويقصد بها الأخطاء الخطيرة، ولكنها شائعة عند من يريدون امتلاك مشروع صغير وهي:
1- أستطيع أن أقوم بتمويل المشروع كله، وغالباً ما سيكون نقص رأس المال السبب الأكبر في فشل مشروعك.
2- أستطيع أن أعتمد على الدخل الذي يدره علي المشروع بسرعة، لكن معظم المشروعات تحتاج من 6 شهور إلى سنة حتى تدر عائداً مقبولاً.
3- سأكون أنا رئيس نفسي، والحقيقة أن المشروع وعملائه سيكوموا هم رؤساءك الجدد .
4- سأصبح ثرياً بسرعة، والحقيقة أن قصص الثراء السريع غالباً ما تكون مزيفة أو نادرة الحدوث.
5- ليس لدى ما أخسره، لكن استخدام أموال الآخرين والعمل بها دون تحمل خسارة هو وهم كبير.
6- إن تكوين ثروة يتطلب وجود ثروة، وهذه نصف حقيقة، ولكن الأفكار الجيدة أيضاً تجتذب الأموال.
سنة قبل البدء في المشروع
قبل البدء في المشروع بسنة كاملة
ابدأ في تجميع وتنظيم أفكارك، لكي تضمن بداية قوية لمشروعك المستقبلي،
وكلما زاد عدد المشروعات التي تختار من بينها كلما كان أفضل، حتى تحمي نفسك من أي قرار متسرع،
إذا كانت لديك فكرة واضحة لمشروع ما، وتأكد في هذا الوقت أن المشروع الذي تريد أن تبدأه مناسب لك،
ويعكس اهتماماتك وأهدافك الشخصية.
وتعتمد البداية الناجحة للمشروعات على التوازن الجيد بين الموارد وبين خبرة المالك،
وهناك أربعة أهداف، يجب أن تؤخذ في الاعتبار، هي: الهدف الشخصي، حيث يؤثر على المشروع
على كل جوانب حياتك ودخلك ووقتك وارتباطاتك الأسرية والاجتماعية. ثم الهدف العملي،
وهو قابلية المشروع للتبطيق والنمو، ثم هدف خدمة الأسواق، فيجب أن يكون لمشروعك الصغير مكان في السوق.
وأخيراً الهدف المادي، فلا تجعل مشروعك ينجح من الناحية المالية عن طريق إعطائه وقتاً وجهداً مجانياً،
ولكن اسأل نفسك ما العائد الذي أريده؟ وما هو متوسط الربح في هذه الصناعة؟
وخلال هذه الفترة ابدأ بحثك عن المعلومات "الساخنة"، من خلال التفاعل مع الأشخاص،
والمعلومات "الباردة" من خلال القرائة والملاحظة، وثم بتنمية مهاراتك،
بحضور دورات دراسية في علم الإدارة والتسويق.
ستة أشهر قبل البدء في المشروع
ليس كافياً أن تقول أن سأعمل في مجال الكمبيوتر،
ولكن حدد ما الذي سيركز عليه مشروعك، وحدد ما سوف تبيعه؟ ولمن؟
وما هو الطابع المميز الذي يجعل مشروعك مميزاً؟ هل هو السعر أم الخدمة أم الجودة؟
وابدأ في تجميع معلومات كافية عن أقوى منافسيك، فكلما عرفتهم بصورة أفضل،
كلما استطعت أن تنافسهم بنجاح، وحدد أسواقك المستهدفة،
وقم بزيارة المشروعات المشابهة فهم إحدى مصادر المعلومات الساخنة.
أربعة أشهر قبل البدء في المشروع
وفي هذه المرحلة ركز على تطوير الصورة التي كونتها للمشروع خلال الفترة الماضية،
واحتر له اسماً، مما يجعل عملية الإعداد للمشروع أكثر واقعية، وسوق يثبت الاسم
الذي تختاره مشروعك في أذهان الناس، ويؤثر على نجاحك، لذا يجب أن يكون الاسم
مميزاً ومباشراً ووصفياً وبعيداً عن المبالغة وجاداً.
ثم اختر موقعاً لمشروعك، وانشئ شبكة من العلاقات بالانضمام إلى الغرفة التجارية،
ولا تحاول أن تتعلم أساليب الدعاية والإعلان في مشروعك، واختر الشكل القانوني لمشروعك
بالاعتماد على الاستشارات المهنية، لأن عواقب أي قرار خاطئ في هذا الأمر ستكون جسيمة،
ثم حدد ما يحتاجه مشروعك من معدات، بسؤال أصحاب المشروعات الأخرى،
وابحث عن المعلومات الإحصائية واستخدمها، فسوف تعرف من خلالها الكثير عن السوق والعملاء المتوقعين.
ثلاثة أشهر قبل البدء في المشروع
يتعين عليك أن تحدد احتياجاتك النقدية، لكن لا يستلزم ذلك أن تكون ملماً بالكشوف المالية
ولكن يمكنك بساطة أن تسأل نفسك هذه الأسئلة: ما المبلغ النقدي الذي أحتاجه لكي أبدأ مشروعي؟
وهل أستطيع أن أعد جدول الرواتب كل أسبوع؟ وفي أي مرحلة قد تتراكم علي الديون؟
وبعدها حدد المبيعات المستهدفة بدقة، حتى تتجنب أخطار التوقعات الوهمية، ويعتبر تصور حجم المبيعات فناً أكثر منه علماً،
وغالباً ما يفتقر إلى الدقة الكاملة، حتى في أحسن اصورة، لذلك تأكد من أن أرباحك المرجوة تتماشى مع نوعية مشروعك،
ثم حدد استراتيجية الأسعار بدقة، واجعلها مناسبة للسوق، فإذا تولد لدى السوق انطباع سيء،
فسوق يصاب مشروعك بالضرر.
ولأن عملية التوظيف مكلفة جداً هذه الأيام، فحدد احتياجات مشروعك من الموظفين من الآن،
وقم بعمل توقع للتدفق النقدي، فهو يساعدك على تخفيض مصروفاتك،
وعلى تحديد المشاكل بسرعة، فالمشروع الذي لا يرتكز على ميزانية يفتقر إلى النظام الذي يضمن البقاء والازدهار
شهران قبل البدء في المشروع
هنا يمكنك أن تقوم بإعداد خطتك التسويقية التي تساعدك على معرفة طرق إيجاد العملاء والحفاظ عليهم،
وتحقيق أهدافك البيعية، ويجب أن يتوافر في كل منتجاتك ما يجيب عن سؤال المستهلك
"ما الفائدة التي ستعود عليّ عند شراء هذا المنتج؟" ولذلك قم بإعداد قائمة بفوائد منتجاتك.
ويتمتع منافسوك بنفس القدر من الذكاء والإصرار الذي تمتع به أنت وربما أكثر،
لذلك يجب أن تعد ملفات لمنافسيك، تسجل فيه كل شيء يقوم منافسوك بعمله،
واحتفظ بإعلاناتهم وبأخبار صفقاتهم المالية، وحاول أن تجعل هذه الملفات حديثة،
وأن تراجعها بصورة دورية، ثم حاول أن تراجع مبيعاتك المتوقعة مرة أخرى،
فقد تكون قد اكتسبت بعض المعلومات التي ستجعلك تغير من تقديراتك الأولية حتى يكون تصورك للمبيعات دقيقاً ومنظماً.
ومن المهم في هذه المرحلة إعداد ميزانية عمومية تمهيدية، وهي تعتبر وسيلة لإدارة مشروعك على أكمل وجه،
فهي توضح ما تملكه ( الأصول) في مقابل الديون (النفقات) والفرق بينهما هو صافي القيمة،
وتستخدم الميزانية في بعض الأحيان في حساب القيمة المالية للمشروع.
وبالرغم من أن معظم المشروعات الصغيرة تعتمد على المدخرات، إلا أنك في حاجة إلى تأمين التمويل المالي الضروري،
مثل القروض، لكي تفي باحتياجات مشروعك المستقبلية، ولكن إذا استطعت أن تتجنب القروض بأي وسيلة فافعل ذلك.
وحدد طرق الدعاية والإعلان، واستراتيجية العلاقات العامة، وضع عميلك في المقام الأول،
وكيف سينظر إلى منتجاتك أو خدماتك؟ ثم راجع شعار واسم مشروعك مرة أخرى،
ففي بعض الأحيان تحدث التغييرات الطفيفة فرقاً كبيراً، والمشروعات الجديدة لها ميزة أنها (جديدة)،
وعيبها أنه لا يعرف عنها أحد شيئاً، لذلك قم بإعداد خطط الدعاية والإعلان والترويج،
واختر وسيلة إعلان تناسب مشروعك
ضرورة أن تطلب البضائع التي ستضعها عند افتتاح المشروع،
قبل افتتاح بوقت كاف، واستكمل جميع الديكورات والتحسينات، لأنها تستغر وقتاً طويلاً،
وكلما اتفقت مع المقاول مبكراً، كلما كان أفضل، ثم ابدأ في تعيين الموظفين،
فالشهران الباقيان يعتبران مدة كافية جداً؛ لتتمكن من تعيين الشخص المناسب.
شهر واحد قبل البدء في المشروع
يستغرق الانتهاء من الترتيبات النهائية شهراً تقريباً، وسوف يحدث شيء غير متوقع،
فقد لا تصل البضائع في الوقت المحدد، أو قد يستغرق إجراء التحسينات وقتاً أطول من الوقت المحدد.
ولأن البداية لأي مشروع تمثل نصف النجاح،
عليك أن تقوم بإعداد قائمة بالأشياء التي يجب أن تقوم بها / ثم حدد الأشياء التي يجب أن تبدأ في عملها،
واجعل هدفك هو أن تحظى بافتتاح خال من أي عيوب، ثم نظم مكتبك ومواقع العرض قبل الافتتاح بخمسة عشر يوماً،
وثم بمراجعة نهائية على تفاصيل المشروع قبل الافتتاح، وتأكد من أن كل شيء على ما يرام،
فمن الأسهل أن تصحح أي أخطاء قبل الافتتاح وليس بعده، وكلما حاولت أن تكون هادئاً كان أفضل
افتتاح المشروع وما بعده
لا تغير من خططك بغير أسباب قوية، ففي الأولى من عمر المشروع،
سوف تكون مشغولاً إلى أقصى درجة، ولكي تمر هذه الشهور بنجاح، ركز جيداً على الخطط التي وضعتها،
فلقد قضيت عدة أشهر في دراستها.
ولأن الوقت يعتبر أهم مورد لك فأفضل استثمار تقوم به هو أن تنظم وقتك،
لكي تتأكد أن كل تفاصيل المشروع تلقي القدر الكافي من العناية والاهتمام، وفكر وأنت تنظم وقتك في مهام الإدارة،
وخصص وقتاً لنفسك ولأسرتك، لكي تتفادى الضغط العصبي، وخصص وقتاً لتفهم طبيعة عملائك ومنافسيك بطريقة أفضل،
وراجع ميزانية التدفق النقدي مع الأداء الفعلي، وقم بتحديث خططك عند الحاجة.
وأخيراً
استمتع بوقتك، فأحد مقاييس نجاح مشروعك الصغير، هو إحساسك بالفرح والإثارة عند نجاحه ونموه،
والمجهود الشاق الذي بذلته في المشروع، لم يكن مجهوداً ضائعاً، إنما هو جزء
من السعادة الناتجة عن نجاح هذا المشروع. ونتمنى لكم كل التوفيق
منقول للفائدة