يعتقد كل واحد منا أنه يتمتع بمزايا القائد الفذ- غير أن معظمنا ليس كذلك. فالحقيقة المرة هي أننا نعيش في عالم يعج بالأفراد الطامحين إلى احتلال مراكز قيادية. وبقدر ما يكره البعض الاعتراف بالحقيقة، ليس بمقدور أي شخص أن يكون قائدا. فالرغبة الجامحة في القيادة لا تعني أن المرء يمتلك من قوة الشخصية والمهارات والشجاعة ما يؤهله كي يكون قائدا.غالبا ما نتساءل عن الخطوات الضرورية للوصول إلى القمة في حياتنا المهنية- وكأننا نفترض بأن ثمة وصفة سحرية نطبقها فتجعلنا نحقق مرادنا. وفي حين أن الطرق المؤدية إلى القيادة عديدة، فهي ليست جميعا متساوية في درجة السهولة أو الصعوبة.
ولعل من الجديرب الإشارة هنا إلى أن الكثيرين ممن يرغبون في إحراز تقدم ملموس في مسيرتهم المهنية لا يكترثون بمساعدة الآخرين في تحقيق الشيءذاته ولطالما أصابتني الدهشة من كثرة الأشخاص الذين يحتلون مراكز قيادية دون أن يكونوا أهلا لها، لكني توقفت عن ذلك فور معرفتي بأن المسئولين عن التطوير القيادي لا يستطيعون أصلا أن يحددوا ما هي المقومات الرئيسية التي تجعل من المرء قائدا. آمل أن تساعدكم القائمة التالية في إدراك الأسباب التي تقف وراء عجز الإنسان عن أن يصبح قائدا، فأنت لا تصلح لهذا المنصب إذا كنت:
- لا تحقق نتائج: فالقادة الحقيقيون يؤدون أعمالهم على أتم وجه ويسعون دوما إلى تجاوز التوقعات
- تحقق النتائج بطريقة غيرنزيهة: إذا كانت طريقتك الوحيدة في حل المشكلة المتعلقة بالنقطة السابقة هي ممارسة الخداع والتضليل، فأنت لست بقائد. فالغاية لا تبرر الوسيلة. إذا أسأت استعمال سلطتك ولم تحسن معاملة الناس أو تلاعبت بالآخرين، فقد تكسب بعض الجولات لكنك ستخسر الحرب أخيرا. فتفضيل المصالح على الأخلاق لا ينتهي نهاية حميدة
- لا تكترث: عدم المبالاة خصلة لا تتناسب مع القيادة. فإن كنت ممن لا يأبهون بحال العاملين تحت إمرتهم، يستحيل أن تكون قائدا ناجحا. إن الاختبار الحقيقي للقيادة هو بالآثار الايجابية التي تنعكس على أداء الموظفين
- تسعى لمنصب أعلى لا غاية أسمى: إذا كنت تغلب المصلحة الذاتية على مصلحة العمل فأنت لا تعي ببساطة مفهوم القيادة. إنها توجب على القائد أن يفكر بما هو أبعد من مصالحه الشخصية وأن يحاول الارتقاء بمرؤوسيه إلى مكانة أفضل ولو على حساب تقدمه
- تهتم بإطلاق الوعود أكثر من الوفاء بها: فالقيادة لا ترتبط بالأقوال وإنما بالأفعال. وعلى الرغم من أن على القائد أن يعبر في البداية عن رؤيته كلاميا، إلا أن تطبيق هذه الرؤية على أرض الواقع هي ما تجعل منه قائدا ناجحا في النهاية
- تقيد حرية الموظفين: عليك أن تمتنع عن إخبار الناس بما يستطيعون أو لا يستطيعون فعله، فالقائد لا يقيد حريات الآخرين وإنما يقوم بالعكس تماما. وإذا أردت أن تنجح في مساعيك نحو القيادة، فالأجدر بك أن تساعد الأفراد على إحراز نتائج لا يعرفون السبيل إلى تحقيقها
- تلتزم بالروتين بدلا من كسره: إن الرتابة هي أكبر عدو للقيادة. وسوف تبوء جميع مساعي القائد بالفشل إذا لم يدرك حاجته الماسة إلى التغيير وامتلاك القدرات المطلوبة لصنع ذلك التغيير
- تهمل مواهبك بدلا من تنميتها: فالقائد الحقيقي يعمل على تعزيز المواهب لا فقدانها. إذا كنت لا تستطيع اكتساب الموهبة أو تطويرها أو حتى الحفاظ عليها فأنت لست بقائد
- تستأثر بالثناء بدلا من منحه: فالقائد الحقيقي لا يسعى إلى جذب الأضواء وإنما يعكسها على الآخرين. فأفضل القادة هم من لا يستخدمون كلمة "أنا" إلا عند تحمل المسؤولية الشخصية عن الفشل. وفي المقابل، فهم يبادرون إلى استعمال كلمة "نحن" عند الإشارة إلى النجاحات
- تهتم بسير العمل أكثر من الأشخاص: إذ لا قيمة لك من دون الأشخاص الذين يعملون معك، وحين تفضل الأشياء المادية عليهم فأنت بلا شك قائد فاشل
المصدر : فوربس الشرق الأوسط