ان أكثر نظريات وافتراضات الهندسة النفسية NIP مساعدة و داعمة للشخصية وللتطور والتوازن والارتقاء نحو الأفضل ، و تأتي تقنيات NLP أيضاً تأكيدا لتثبيت هذه الرؤية ، أي بامكان أي شخص واع لأساليب NLP ان يستفيد منها نظريا وعمليا ، ولكن تأتي النتائج طبعاً للاستثمار الحكيم والاستفادة العملية منها ، وليس مجرد معرفة نظرية أو الاطلاع على ثقافتها دون تطبيقها تؤدي الى الاهداف المرجوة . لذا ارى أن الايجابية بكافة أنواعها و ميادينها من ضمن فوائد الهندسة النفسية الرئيسية و ( ان للبرمجة اللغوية العصبية NIP طرقا عديدة لمساعدة كل من يريد أن يصبح أكثر كفاءة ، و أكثر سيطرة على التفكير و المشاعر و الأعمال ، و أكثر إيجابية في التعامل مع الحياة ، و أكثر قدرة على تحقيق الاهداف )1.
ولا شك ان نجاح هذه المسألة تبقى على نوع الشخصية و مدى استعدادها لتنفيذ قواعدها و الايمان بأساسياتها لان لكل انسان ذاتيته ، لذا نستطيع ان نطبق هذا المفهوم على كافة المسائل المتعلقة بشخصية الانسان و صحته النفسية و العقلية و الجسمية ( نظراً للطبيعة الخاصة للبرمجة اللغوية العصبية وثرائها بالجوانب العلمية و التطبيقية و النظرية ، فإن منظورها ومدى الاستفادة منها يختلفان من شخص لآخر )2.
وبما ان الايجابية تأتي أولى وأهم الحاجات الأساسية الضرورية للإنسان حتى يعيش مرتاحاً في نفسيته ومنتجاً في أعماله ومتوازناً في تصرفاته ومبدعاً في محاولاته، لذا فالعمل عليها و تثبيتها في الشخصية يجب أن يكون في بداية قائمة الأولويات مع استثمار– كل الأساليب و الوسائل العلمية لذلك ، و من ضمنها أساليب الهندسة النفسية لان كثير من المهارات مكتسبة بغض النظر عن مستوى الذكاء و نمط الشخصية . وفي كثير من الاحيان تأتي النجاح رهنا لذلك و حين ترى أن ( بعض الأشخاص ناجحون و أن بعضهم ليسوا كذلك ، قم بعمل دراسة لطرق إختلافهم )3،
لان كل العوامل تؤثر، سواء كان عوامل نفسية أو بيئية أو اجتماعية، و تأتي وراء ذلك استعداد الفرد للتأثر بهذه العوامل سلباً و إيجاباً وتأتي دور الهندسية النفسية في مدى مصداقية هذه العوامل والدور الحقيقي للفرد في هذه الحياة لأنها ( علم لوجود طرق و مسارات محددة لاكتشاف الأنماط التي يستخدمها المتميزون في أي مجال لإحراز نتائج باهرة )4 .
لنتأمل معاً بعض الافتراضات المتفق عليها في مجال NLP و جميعها تؤكد على الايجابية وقوة الشخصية و التصرف المعتدل والحكم مثلاً : - ( الأكثر مرونة هو الأكثر تحكماً - الصعب يصير سهلا إذا عرفت الطريق - قوة الإرادة أو ضعفها قرار اتخذه - لا يوجد فشل و إنما تجارب و خبرات - التغيير يبدأ من الداخل - أستطيع التحكم بمشاعري )5.
كل هذه الافتراضات و عشرات أخرى تؤكد على الايجابية سواء كان في الأسلوب أو العقلية أو في النفس، و لكن متى تأتي النتيجة ؟ لابد من تغيير القناعة و الاعتقاد و العمل بكل جدية و فق هذه الافتراضات وذلك بتطبيق تقنيات الهندسة النفسية . لان ( لإدخال أية تغيرات في حياتك عليك أن تحس بذلك وبالتركيز على أعمالك وردود فعلك ، تقوم بتطور و ترقية قدرتك على تفسير أفعالك و تعليلها )6
لذا عليك ان تبدأ الآن من خلال البرمجة اللغوية النفسية في تفهم الخبرة الشخصية و تغييرها إلى الأفضل عند الضرورة ، و بهذه الطريقة يمكنك أن تبدع خبرتك وتتيح لنفسك مستقبل أفضل )7.
بمعنى أن لكل منا إمكانياته العقلية وطاقاته الذاتية يستطيع و فق قوانين البرمجة أن يتطور إلى أعلى درجات الايجابية، لأن الايجابية في ذاتها هي استعمال الحكمة في وضع الأشياء و الاستعداد للتكيف في مختلف الطباع و الرؤية المنيرة مع مختلف المواقف.
اسماعيل رفندي.
الهوامش- 1-البرمجة اللغوية العصبية- كارول هاريس 2- البرمجة اللغوية العصبية- كارول هاريس 3- استراتيجيات الحياة –د-فليب سي ماكجرو 4- مهارات الحياة- جوزيفاوكونور- جون سيمور 5- الملزمة الدراسية لمرحلة الممارس- nlp 6- البرمجة اللغوية العصبية- ابراهيم فقي 7- البرمجة اللغوية العصبية-هاري الدرو بيريل هيذر "